رائدات الأعمال NAWF

"التمكين من خلال الريادة والابتكار"

26 فبراير/ شباط 2015
فندق الفور سيزونز بيروت، لبنان

أصبحت رائدات الأعمال أكثر تمكناً في العالم العربي. فحسب آخر تقرير لمرصد ريادة الأعمال العالمي، فإن 23 في المئة من رائدات الأعمال طورن منتجاً أو خدمة جديدة، مقارنة بنسبة 18 في المئة لرواد الأعمال الرجال. وقد تشهد الدول العربية حقبة جديدة من تاريخها يتنامى فيها الدور الحيوي لرائدات الأعمال في تعزيز النمو الاقتصادي.

وفي هذا الإطار انعقدت الدورة السابعة من "منتدى المرأة العربية والمستقبل - NAWF" تحت عنوان "التمكين من خلال الريادة والابتكار"، حيث تمت مناقشة إمكانيات رائدات الأعمال العربيات، والتحديات التي يواجهنها والدور الذي يمكنهن الاضطلاع به في مجال الابتكار وفي تعزيز النمو الاقتصادي وتوفير الفرص الوظيفية.

كانت الجلسة الاولى سبيلاً الى الانتفاضة على مجموعة العوامل السلبية التي تحد من قدرات المرأة، وتحفيزها للسير قدماً نحو عالم من المساواة والريادة النسائية فحملت عنوان "حقبة تاريخية جديدة لرائدات الاعمال العربيات"، حيث حرص المشاركون من خلالها الى الاجابة عن السؤال الاول المتعلق بالاسرار الكامنة وراء ازدهار الريادة في العالم العربي على الرغم من التحديات السياسية والاقتصادية، وكانت تجارب السيدات الموجودات في القاعة كفيلة لاطلاق اشارات من التفاؤل حول مستقبل يكون فيه للسيدة دور حيوي في تعزيز النمو الاقتصادي، حيث وقفت كل سيدة ناجحة لتقول "انا انتصرت، ها هو دوركِ الان".

التحدث عن تمكين المرأة من خلال الريادة والابتكار، لا يمكن أن يكون بعيداً عن الآليات المؤسسية للنهوض بعمل المرأة. وتشكل القروض التي تُمنح للسيدات أول الطريق نحو مسيرة ناجحة من الاعمال الخاصة بما فيها التأسيس أو المشاركة في الانتاج، هذا المحور كان الانطلاقة لحجر الاساس عبر تأمين المال الاستثماري ومنه كان عنوان الجلسة الثانية "تعزيز الحصول على التمويل".

مما لا شك فيه انّ الواقع يفترض وجود الكثير من المشاكل، ولكنه ايضاً يشهد على تجارب ناجحة لسيدات بدأن أعمالهن بقروض من المصارف من جهة، ومصارف أخذت على عاتقها تقديم التسهيلات من اجل تعزيز دور المرأة في عالم الاعمال من جهة اخرى، بحيث علمت انّ مستقبل السوق في المراحل المقبلة سيشهد على حقبة جديدة يكون فيها للنساء الدور الابرز في الاقتصاد العربي والعالمي.

نقاشات الجلسة الثالثة من منتدى المرأة العربية "نوف" دارت حول التكنولوجيا الحديثة ودورها في الغاء عقلية التمييز الجندري المستشرسة في قوانين وممارسات الدول العربية. فاستقطبت الجلسة نقاشاً بين محورين؛ الأول يعتقد ان المبادرة الفردية هي العنصر الأهم للعبور، فيما الثاني يرى أن النساء بحاجة إلى تغطية مؤسساتية لتمكينها من التحرّك بمرونة وفاعلية أكبر. كلا المحورين استعملا التكنولوجيا لتأكيد وجهة نظرهما، لكن المشاركين في المنتدى لم يتوقفوا عن تكرار أمثلة تقليدية عن التمييز في ظل القوانين السائدة في الدول العربية وممارسات الذكور المهيمنة.

اختتم المؤتمر اعماله بالجلسة الرابعة التي استعرضت تجارب خمسة سيدات عربيات حولن ما كان أفكاراً جنونيّة في المجتمع الى بزنس ناجح. لم يكن الأمر بالنسبة إليهنّ مغامرة، بل مثابرةً على العمل ساعاتٍ طويلةٍ وتصميماً على اختبار ساحاتٍ محليّةٍ وخارجيّةٍ وإثبات قدراتهنّ على خلق التوازن في عالم الأعمال مع الرجل... ببساطة، الأمر كان يتطلّب شجاعةً تحوّل الرغبة إلى فعلٍ وإرادةٍ لتطويع الوقت.

لقد اثبت نوف خلال سبع سنوات بأنه المنصة الابرز لدعم السيدات العربيات في نضالهن المستمر في سبيل تغيير الأفكار المُسبقة عنهنّ. فهن حقّقن النجاح بالرغم من معوّقات التمويل، تخطّين الأعراف السّائدة في المجتمع وانطلقنَ في خدمة الاقتصاد رغم أعباء العائلة والحفاظ على دورهنّ في تربية عائلة.