بينما تستمر التكنولوجيا في تحويل مسار قطاعات كاملة في جميع أنحاء العالم، تشهد منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ظاهرة أخرى تتمثّل في الكم الهائل من رائدات الأعمال المنكبات على تأسيس الشركات واستحداث الوظائف وتعزيز اقتصادات بلدانهن؛ وهو خير دليل على دورهن الأساسي في الحفاظ على مستقبل مستدام ونمو اقتصادي قوي.

وفق دراسة حديثة نشرتها شركة "إرنست اند يونغ" بعنوان "المرأة: السوق الناشئة المستقبلية"، يُتوقّع أن يبلغ الدخل العالمي للمرأة معدلاً ضخماً قدره 18 تريليون دولار بحلول العام 2018. وتشير الدراسة إلى أنه "خلال العقد القادم، سيكون للنساء وقعٌ على الاقتصاد العالمي يوازي، على الأقل بأهميته، وقعَ أكثر من مليار نسمة في الصين والهند تباعاً، إن لم يكن أكثر".

إنما بحسب منظمة العمل الدولية، شهد دور المرأة في الاقتصاد في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تطوراً يرقى إلى توجهات عالمية مشابهة، حيث أنّ المرأة نجحت في تبوّء مراكز أكثر أهمية على مستوى الأعمال والإدارة. غير أنّ قدراتهن لا تُستغل الاستغلال الأمثل، ممّا يؤدي إلى تفويت فرص مهمة جداً للتنمية الاقتصادية في المنطقة.  

انطلاقاً من التزامنا بدعم المرأة العربية وتمكينها، ينعقد منتدى المرأة العربية لرائدات الأعمال (NAWF)  في سنويته العاشرة برعاية دولة رئيس مجلس الوزراء، السيد سعد الحريري، في 12 نيسان/ابريل 2017 في فندق موفنبيك - بيروت. يجمع المنتدى بين فاعلين أساسيين من بيئة ريادة الأعمال، من رواد أعمال ومزودي خدمات وخبراء وأكاديميين وسياسيين اختيروا بناءً على مساهمتهم في المجتمع.   

ينظِم المنتدى كل من مجلة الحسناء و مجموعة الاقتصاد والأعمال، ويتخلّله عرض اقتراحات ومداخلات وورش عمل، مع التركيز على النقاشات التفاعلية بين رواد الأعمال وأصحاب الكفاءات وكبار ممثلي الحكومات والمنظمات المتعددة الجنسيات.

جمع المنتدى في دوراته السابقة، أكثر من 2500 رائد أعمال ومدراء شركات ومسؤولين حكوميين وممولين وأصحاب رؤوس أموال وحاضنات ومسرعات أعمال ومدافعين عن حقوق المرأة.

ويستند منتدى هذا العام على الجهود المستمرة سعياً إلى خلق منصة متينة للنساء، صاحبات المشاريع ورائدات الأعمال الجدد ومؤسسات الشركات الناشئة في المنطقة؛ منصةٌ تنسج روابط بين النساء رائدات الأعمال ونظرائهن والموجّهين والمرشدين وقادة الشركات المتعددة الجنسيات ومنظمات ذات توجهات مماثلة. ويهدف المنتدى إلى تعزيز وتدعيم دور مساهمة المرأة في الاقتصاد، وإلهام أجيال المستقبل من النساء نحو مشاركة فاعلة في بناء أوطانهن.