افتتاح "منتدى المرأة العربية لريادة الأعمال" NAWF بحضور الحريري وعريجي والسفير الفرنسي ومشاركة عربية ودولية

افتتح صباح اليوم "منتدى المرأة العربية لريادة الأعمال" NAWF في فندق فينيسيا بعنوان "تمكين جيل جديد من رائدات الأعمال العربيات" الذي تنظمه مجلة الحسناء بالتعاون مع مجموعة الاقتصاد والأعمال وبحضور الرئيس الفخرية للمنتدى النائب بهية الحريري ووزير الاتصالات السابق نقولا صحناوي ورئيس اتحاد الغرف العربية نائل الكباريتي والوزيرة السابقة نائلة معوض والوزيرة السابقة منى عفيش.

شارك في حفل الافتتاح نخبة من 300 مشاركاً من لبنان ومن دول عربية وأجنبية تضم وزراء ومسؤولين رسميين وخبراء ماليين وقادة أعمال، وممثلي منظمات دولية، إضافة إلى عدد من رائدات الأعمال . ويسلط المنتدى الضوء على طرق تمكين النساء عبر مجالي الابتكار وريادة الأعمال الواجب أن يترافقا مع آليات مؤسساتية وتعاون رفيع المستوى لتعزيز عملهنّ ومشاريعهنّ، إضافة إلى قصص نجاح لنساء رائدات خضن غمار ريادة الاعمال.

النائب بهية الحريري

استعادت الرئيسة الفخرية للمنتدى النائب بهية الحريري تاريخ إطلاق المنتدى وقالت إنه "قبل ثماني سنوات جاء منتدى المرأة العربية لرائدات الأعمال ليشكّل محطة جديدة في مسيرة طويلة ورائدة لمجلة الحسناء الأعرق والأقدم في الصحافة العربية المطبوعة وأيضاً كان المنتدى إضافة لمنتدى الإقتصاد والأعمال والذي واكب نهوض بيروت من دمارها وضياعها".

وأضافت: "كان الصديق رؤوف أبو زكي شريكاً فاعلاً في نهضة بيروت الإقتصادية وجعل من بيروت مساحة للتلاقي والنقاش حول كلّ ما هو ضروري وجديد في عالم الأعمال العربية والعالمية وبكلّ ثقة نستطيع أن نقول بأنّ منتدى الإقتصاد والأعمال هو إحدى المساحات الأكثر أهمية لتلاقي الإرادات العربية في مجال الإقتصاد والأعمال وإرادات مجلة الحسناء التي احتفلنا بمئويّتها قبل أعوام كأول منارة إعلامية للمرأة العربية. وإنّ اختيار بيروت لتكون مقراً لمنتدى رائدات الأعمال العربيات كان بمثابة تأكيد على دور بيروت مدينة العرب وبيتهم الثاني على مدى عقود طوال".

وأشارت الحريري إلى الظروف التي ينعقد فيها المنتدى حيث "يأتي والوطن العربي يعيش ظروفاً كارثية في العديد من دوله ومجتمعاته نتجرّع مرارتها كلّ صباح ومساء ونحن نتابع مشاهد القتل والدمار والتّشرّد والضّياع. ونحن اللبنانيين نعرف تلك المرارات جيداً أيام محنتنا الطويلة وكانت بيروت عاصمتنا وبيتنا أحد أكبر ضحايا ذلك النزاع المرير الذي أتى على استقرارنا وعمراننا ووحدة مجتمعنا".

وأضافت الحريري: "إنّ المنتدى الثامن قد يكون الأثمن في كلّ المنتديات لأنّه يأتي في هذه الظروف الصعبة والدقيقة، وهو تعبير عن إرادة صلبة وقوية وطنياً لانعقاده في بيروت وعربياً لما يقدّم من نجاحات للمرأة العربية في مجال ريادة الأعمال، مما يشدّ من عزيمتنا ويجدّد لدينا الأمل بتجاوز أزماتنا ونزاعاتنا وكما أعيد بناء بيروت لتستعيد دورها الوطني والعربي والعالمي بمساهمة فاعلة من الأشقاء العرب والأصدقاء في العال، وإنّني على يقين بأنّنا بإرادة الرائدات والرّواد العرب والعربيات سوف نستطيع أن نواجه التّحديات الكبيرة الملقاة على عاتقنا جميعاً لننهض من جديد بمدننا ومجتمعاتنا ونستعيد استقرارنا واعتدالنا ووحدتنا لنساهم في أمن واستقرار العالم بأسره".

الوزير روني عريجي

وقال وزير الثقافة روني عريجي إن المنتدى "يشكّلُ احتفاءً وتحفيزاً مُستداماً لمسارِ المرأةِ العربيةِ الرائدةْ، في حقلِ الاعمالْ والتفوقْ وإسهامَ مشاركةٍ مع الرجلْ في تطوّرِ الحياةْ، وهو يتمحورُ حولَ اعتمادِ تسهيلاتْ المعلوماتيةْ الاكترونيةْ، لخدمةْ دراسةْ وترويجْ وتحقيقْ المشاريع التجاريةْ التي بالضرورةْ تَصبُّ في الدورةْ الاقتصاديةْ العامةْ، سَواءَ في لبنان أو في الاسواق العربيةْ".

وأضاف: "إن دخولَ المرأة عالمَ الاعمالْ، وبقوةٍ وثقةْ ونجاح اصبحَ حقيقةً وواقعاً وإنه لُمتخلّف ولمُعيبٌ الكلامْ على التمييزْ بين الرجلِ والمرأة، وإن مُهمَّشةً في بعضِ المناطقْ العربيةْ ومخجلٌ هذا التمييز، وأحدُ أخطر تحدّياتِ التقدمْ والعصرنة، كما حالُ الفَقر والمرضْ ومحوْ الامّيةْ وسوءِ التغذيةْ وسواها من معوّقاتِ التنميةْ".

ولفت عريجي إلى أنه "اذا استعرضْنا مقاييسْ ريادة وحضور المرأةْ في المجتمع اللبناني، فهي موجودةْ وفاعلةْ وناجحةْ في القطاعِ الخاصْ وسائِرِ المهنِ الحرّةْ وخاصةً في القطاعِ العام. ونقطةُ الخللْ الوحيدةْ إحجامُها في الشأنِ السياسي، سَواء في الحياةْ البرلمانيةْ (مع بعضْ الاستثناءْ) او في الشأنْ البلدي. سببُ ذلك ربما طبيعةْ المجتمع الذكوريْ او قلةْ الرغبةْ لدى المرأة، علماً ان مسارَ المرأةْ في السياسةْ، حينما أَقدمَتْ، كان مَثَارَ تقدير".

وتطرّق إلى "نداء الاممْ المتحدةْ الاخير في يومْ المرأةْ العالميْ وكان بعنوان: "استقلاليةُ المرأةْ – استقلاليةُ الانسانْ"، في ترميزٍ واضِحِ الدلالةْ على التساوي في الاضطِلاعْ بمسؤولياتِ تَقَدُّمْ وارتقاءِ الجنسِ والمجتمعاتِ العصريةْ، دون تمييزٍ او تفرقةْ، ليسَ فقط بالجنسْ، بل باللّون والدينْ والعرقْ والانتماءْ. وبديهيٌّ جداً، ونحن في مطالعِ الالفيّةِ الجديدةْ أن نتوسّلَ أبسطْ تسهيلاتْ تكنولوجيا المعلوماتيةْ لتطويرِ بَرمجياتِ مشاريعِنا وأعمالِ الاقتصاد".

السفير إيمانويل بون

وتحدث السفير الفرنسي في لبنان إيمانويل بون عن أولويات بلاده ومنها دعم النساء المستثمرات. مشيراً إلى أن "السيدات المستثمرات هن حاملات للواء النضال من أجل المساواة بين الجنسين".

وكشف بون خلال افتتاح أعمال المنتدى أن المعهد العالي للأعمال ESA يخطط لإنشاء المعهد العالي للأعمال الذكي Smart ESA في بيروت، وهو حاضنة ومسرّع للأعمال لتزويد الشركات الناشئة Startups بكل ما تحتاج إليه للتأسيس من الصفر وفي كافة مراحل التأسيس الأخرى". وأضاف: "إن المعهد العالي للأعمال الذكي هو مبادرة إستراتيجية من مصرف لبنان، والسفارة الفرنسية في لبنان، ووزارة الخارجية الفرنسية وغرف التجارة والصناعة الإقليمية في باريس وإيل- دو فرانس".

ولفت السفير بون إلى أن المعهد العالي للأعمال الذكي سيركّز على القطاع الرقمي وسيبدأ باستلام مشاريع الشركات الناشئة Startups في حزيران المقبل.

موريس صحناوي

بدوره تناول رئيس مجلس إدارة ومدير عام البنك اللبناني للتجارة موريس صحناوي الحواجز التي تواجه المرأة في الأعمال في دول لا تعترف بالمساواة بين الجنسين، حتى على مستوى بلدان متقدمة حيث يجب وضع قواعد لفرض هذه المساواة". واعتبر أن هنالك بعض الصعوبات التي تحول دون وصول المرأة إلى مواقع ريادية هي عدم تخلي الرجل عن صلاحياته، لذا على المرأة أن تتحلى بإرادة النضال لتنال ما تطمح إليه وأن تكافح بشراسة للحصول على حقها في الريادة". وذكر صحناوي أن مبادرة البنك اللبناني للتجارة بمنح المرأة مجالات الريادة نابعة من قناعتنا بأن المساواة بين الجنسين ضرورية لتطورنا وتطور المجتمع وازدهار الاقتصاد الوطني".

وتحدث صحناوي عن إنجازات المصرف في هذا السياق بالأرقام، وقال: "منذ العام 2012 منحنا قروضاً لنساء بلغت نسبتها 17.1 في المئة سنوياً، ووصل حجم ودائع النساء في البنك 21.5 في المئة سنوياً. وفي العام 2015 زاد حجم القروض المدفوعة للنساء بغرض تأسيس أعمال صغيرة بنسبة 48 في المئة. ومنذ العام 2012 أمن المصرف خدمات غير مالية إلى 15 ألف مؤسسة صغيرة ومتوسطة الحجم".

وتابع: "إن البنك اللبناني للتجارة هو عضو في التحالف الدولي المصرفي للمرأة GBA وقد انتخبت السيدة تانيا مسلّم، ممثلة البنك، رئيسة لمجلس إدارة التحالف منذ أيلول 2015".

ولفت صحناوي إلى أن "الجوائز السنوية للمبدعين في الأعمال Brilliant Lebanese Awards التي أنشأها المصرف وخص المرأة الرائدة بجائزة خاصة. وأصبحت هذه الجوائز السنوية حدثاً مهماً يستقطب اهتمام المؤسسات".

وختم أنه في العام 2016، فاز البنك بجائزة أفضل مصرف في الشرق الأوسط وأفريقيا من غرفة التجارة الأميركية عن دعمه للمرأة. كما أصبح المصرف عضو مجموعة الأمم المتحدة للقيادة UN WEPs Leadership Group للترويج لدعم وتمكين المرأة.

نادين أبو زكي

بداية تحدثت الرئيس التنفيذي للمنتدى ورئيسة تحرير مجلة الحسناء نادين أبو زكي فأعلنت انه للسنة الثالثة على التوالي، يرفع منتدى NAWF الذي تنظّمه مجلة"الحسناء"،شعار "رائدات الأعمال العربيات"، وهو شعار يحمل قضية تكتسب أهمية متزايدة عاماً بعد عاماً. غير أن هذه القضية تواجه في هذه المرحلة ظروفاً صعبة محلياً وعربياً، سياساً واقتصادية،

وأضافت انه في ظلّ هذه الأجواء، يصطدم تمكين المرأة بالعديد من الصعوبات والعراقيل، علماً أن تمكينها مهنياً واقتصادياً ليس ترفاً بل شرطاً ضرورياً لتحقيق الحداثة وترسيخ الديمقراطية ومع ذلك، تبقى قضية رائدات الأعمال عنواناً فلماذا؟ ببساطة، لأن ريادة الأعمال للمرأة، كما للرجل، هي بمثابة ذلك "العبور" الذي ينقلنا من حالة إلى حالة، بل من ضفة إلى ضفة. ماذا يعني هذا العبور على جسر ريادة الأعمال؟ هو: إنتقال من الإتكالية إلى الإستقلالية من الإستهلاك إلى الإنتاج فكراً وصناعة وغلالاً. ماذا يعني "العبور" أكثر من ذلك؟ ريادة الأعمال للمرأة هو إنتصار حقيقي لحريتها وتحرُّرها وحقوقها وسائر الشعارات الأنثوية. حريتها. وإذا توسعنا في معانيه وأبعاده، فإنَّ العبور إنتقال. هو: إنتقال من التخلف إلى التنمية المُستدامة من التمركز المدني إلى النمو المتوازن من الإستخدام المنقوص للموارد إلى الإستخدام الأمثل خروج من عالم التقليد والنسخ إلى آفاق الإبتكار والإبداع.

وتابعت أبو زكي أن المرأة العربية، جاهزة للقيام بعملية العبور، عبرت وتعبر وستبقى، ومن لبنان وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر المُشاركة اللافتة في الانتخابات البلدية انخراطاً وترشحاً وسعياً إلى النجاح. وقالت: أن ريادة الأعمال بكلّ مضامينها تبدو اليوم على درجة كبيرة من الأهمية في ظلّ المتغيرات التي نعيشها في عالمنا العربي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وبيئياً. إن العمل على خلق جديد من رائدات الأعمال العربيات، يبشر بفجر جديد لمجتمعاتنا هو بشير لصحوة بتنا في أمسّ الحاجة إليها. بالعمل حقق الأمل وريادة الأعمال هي مسؤولية الجميع: الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني ومسؤولية المرأة نفسها.